شهدت العملات الرقمية واحدة من أسوأ فتراتها الأمنية خلال الربع الأول من عام 2025، حيث سرق قراصنة أكثر من 1.63 مليار دولار، وفقًا لتقرير صادر عن شركة بيك شيلد لأمن البلوك تشين. وكان اختراق منصة “بايبيت” مسؤولًا عن أكثر من 92% من إجمالي الخسائر، ما جعله أحد أكبر السرقات المسجلة في تاريخ العملات الرقمية.
بدأت الهجمات في يناير بوتيرة منخفضة نسبيًا، حيث سجلت خسائر بقيمة 87 مليون دولار. لكن في فبراير، قفزت الخسائر بشكل غير مسبوق إلى 1.53 مليار دولار بسبب هجوم ضخم استهدف منصة بايبيت، مما جعله الحدث الأبرز في عالم الاختراقات الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، أسفرت عمليات اختراق أخرى في الشهر نفسه عن خسائر بلغت 126 مليون دولار، شملت استغلالًا بقيمة 50 مليون دولار استهدف Infini، واختراقًا بقيمة 9.5 مليون دولار على منصة zkLend، إضافة إلى خسارة 8.5 مليون دولار من بروتوكول Ionic.
في مارس، تراجعت الهجمات الإلكترونية بشكل ملحوظ، حيث بلغت قيمة الأصول المسروقة 33 مليون دولار فقط، مسجلة انخفاضًا بنسبة 97% مقارنة بشهر فبراير. كما تمت استعادة بعض الأموال، مما ساعد على تعويض جزء من الخسائر. ومع ذلك، كشف التقرير عن ارتفاع بنسبة 131% على أساس سنوي في عمليات اختراق العملات الرقمية، حيث بلغت الخسائر في الربع الأول من 2024 حوالي 706 ملايين دولار، بينما تجاوزت 60 حادثة اختراق في الربع الأول من 2025 وحده.
على الرغم من التراجع العام في حجم الهجمات خلال مارس، إلا أنه شهد بعض الاختراقات البارزة، مثل الهجوم على بروتوكول التمويل اللامركزي Abracadabra.Money، حيث تمكن أحد القراصنة في 25 مارس من سرقة 6260 إيثريوم، ما يعادل 13 مليون دولار. كما استهدف هجوم آخر بروتوكول إعادة حيازة الأصول الحقيقية (RWA) Zoth في 21 مارس، حيث أبلغت شركة الأمن Cyvers عن معاملة مشبوهة سحب فيها المهاجم 8.4 مليون دولار، وقام بتحويلها إلى عملات مستقرة قبل نقلها إلى محفظة أخرى.
ورغم الخسائر الضخمة، نجحت بعض المنصات في استعادة جزء من الأموال المسروقة. ففي 7 مارس، أعاد أحد المخترقين الذي سرق 5 ملايين دولار من منصة التداول اللامركزية 1inch 90% من الأصول. وقد عرضت المنصة مكافأة للمهاجم بقيمة 10% من المبلغ المسروق (500 ألف دولار) في حال إعادته، وهو ما قبله المخترق بالفعل، حيث قام برد 4.5 مليون دولار.
تعكس هذه السرقات المتزايدة الحاجة الملحة إلى تعزيز تدابير الأمن السيبراني في قطاع العملات الرقمية، حيث لا تزال المنصات عرضة لهجمات متطورة تستهدف أصولًا بمليارات الدولارات.
