شهدت أسعار العملات الرقمية ارتفاعًا حادًا، بقيادة دوجكوين وإيثيريوم وعدد من العملات البديلة، بما في ذلك بيتكوين، التي سجلت أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد تفاؤل المستثمرين حيال تنامي الإقبال على منتجات الأصول الرقمية.
وفي هذا السياق، قادت دوجكوين موجة الارتفاعات في أسعار عملات الميم الكبرى، إذ ارتفعت بأكثر من 8% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفقًا لبيانات منصة “كوين غيكو”، ليصل سعرها إلى 0.171 دولار أميركي. وبذلك استعادت ثامن أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية جزءًا من خسائرها المسجّلة خلال الشهر الماضي.
في الوقت عينه، تم تداول إيثيريوم عند مستويات تجاوزت 2,590 دولارًا أميركيًا، محققة زيادة تقترب من 8% خلال نفس الفترة. أما بيتكوين، فقد تم تداولها فوق 109,200 دولار أميركي، بارتفاع يتجاوز 3% مقارنة بيوم الثلاثاء. كما تجاوزت في وقت سابق من اليوم مستوى 109,000 دولار، ثم ارتفعت لاحقًا لتتجاوز 109,600 دولار. وبسعرها الحالي، لم يعد يفصلها سوى ما يزيد قليلًا عن 2% عن أعلى مستوى تاريخي لها، والبالغ 111,814 دولارًا، والذي سُجّل في مايو الماضي.
وفي تعليق له على تحركات السوق، صرّح رئيس قسم الأبحاث في شركة “غراي سكايل” لإدارة أصول العملات الرقمية، “زاك باندل”، لموقع “ديكريبت”، قائلاً: “تسيطر بيتكوين على السوق اليوم، إلا أن العملات البديلة هي التي تقود موجة الارتفاع”.
وأشار إلى أن الموافقات الأخيرة على منتجات التداول المتداولة في البورصات (ETP) قد تسهم في زيادة ثقة المستثمرين بإمكانية تدفّق رأس المال المؤسسي التقليدي (TradFi) نحو العملات البديلة.
كما لفت “باندل” إلى أن تحسّن الوضوح التنظيمي في الولايات المتحدة قد يجذب مزيدًا من المستخدمين ورؤوس الأموال إلى سوق العملات الرقمية. وأضاف أنه، رغم بقاء تقييمات الأصول ضمن نطاقات تداولها الأخيرة، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية تسجيل ارتفاعات جديدة لعدد من العملات خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وجاءت هذه الارتفاعات في وقتٍ أشاد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتفاقية تجارية جديدة مع فيتنام، يُتوقع أن تفتح المجال أمام الشركات الأميركية المصنعة. وفي السياق نفسه، أكدت شركة” ريبل” المتخصصة في خدمات المدفوعات الرقمية، أنها قدمت طلبًا رسميًا إلى مكتب مراقب العملة (OCC) للحصول على ميثاق بنك وطني، ما يعكس تصاعد الحراك المؤسسي داخل القطاع.
من جهة أخرى، زاد تفاؤل المستثمرين بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بعد تصريحات حذرة صدرت مؤخرًا عن عدد من مسؤولي البنك المركزي.
وفي الأسواق التقليدية، أنهى مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500، اللذان يهيمن عليهما قطاع التكنولوجيا، تداولات يوم الأربعاء بارتفاع طفيف لا يتجاوز نقطة مئوية واحدة، مسجلين مستويات قياسية جديدة، رغم استمرار حالة الترقب.
إلا أن الضبابية الاقتصادية الكلية ما زالت تلقي بظلالها على المشهد؛ فقد واجهت ميزانية ترامب المقترحة معارضة شديدة في مجلس النواب، مما أدى إلى تأخير إقرارها. وفي الوقت عينه، لا تزال المفاوضات التجارية مع الصين ودول أخرى متعثرة، كما لم تُحل النزاعات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط.
ويوم الثلاثاء، سجّلت صناديق تداول بيتكوين الفورية (ETF) تدفقات صافية سلبية، منهية بذلك سلسلة مكاسب استمرت 15 يومًا متتالية، وهو ما قد يُشير إلى استمرار حالة الحذر والمخاوف لدى المستثمرين.
