شهدت عملة الإيثيريوم ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها بنسبة 56.29% خلال الشهر الماضي، حيث وصلت إلى 3,758.73 دولارًا أميركيًا، مقارنةً بـ 2,406.19 دولارًا أميركيًا في بداية الشهر. وقد تفوق هذا الزخم الصعودي على منافسين رئيسيين مثل بيتكوين، وريبل، وبي إن بي، وسولانا، وكاردانو، حيث ارتفعت الإيثيريوم بنسبة 24.1% في الأيام السبعة الماضية، و3.1% في آخر 24 ساعة.
ويُعزى هذا الارتفاع الأخير إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها التدفقات المؤسسية الكبيرة إلى صناديق التداول الفورية الخاصة بالإيثيريوم، وزيادة نشاط المشتثمرين الكبار، فضلًا عن المعنويات الإيجابية من كبار المستثمرين مثل “بيتر ثيل”. فبين 14 و18 يوليو، تدفق ما مجموعه 2,182.4 مليون دولار إلى سوق صناديق تداول إيثيريوم الفورية ، مع تسجيل أعلى تدفق يومي بلغ 726.60 مليون دولار في 16 يوليو. وفي اليوم الأخير من الأسبوع، دخل السوق ما لا يقل عن 402.50 مليون دولار، منها 394.90 مليون عبر صندوق إيثيريوم التابع لشركة بلاك روك.
وفي سياق متصل، استحوذ بيتر ثيل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة باي بال، بهدوء على 9.1% من أسهم شركة “بيتماين إميرشن تكنولوجيز”، وهي شركة تهدف إلى أن تصبح نسخة الإيثيريوم من مايكروستراتيجي. كما شهدت شبكة إيثيريوم ارتفاعًا في حد غاز الطبقة الأولى، مما عزز سعة المعاملات، إلى جانب استمرار نمو إيداع السيولة، حيث وصلت حصة الإيثيريوم المودعة على منصة بينانس إلى 20% من السوق.
أما من الناحية الفنية، فقد حدّد محلل العملات الرقمية “تايتان أوف كريبتو” نمط إسفين صاعد في مخطط أسعار الإيثيريوم، مشيرًا إلى أن السعر قد يصل أولًا إلى 4,100 دولار أميركي، ثم يستهدف 6,700 دولار أميركي إذا تأكد اختراقه. يتميز هذا النمط، المعروف باسم “الإسفين الهابط المتسع القائم الزاوية”، بخط مقاومة أفقي وخط دعم هابط، مما يدل على تزايد في التقلبات والتردد. وينصح المحلل بالصبر، مشيرًا إلى أن تحرك السعر قد يستغرق وقتًا حتى يظهر.
وبحسب التحليل الفني، يُعتقد أن سوق الإيثيريوم دخل هذا النمط في أوائل عام 2024، حيث من المرجّح أن يكون أول توقف للسوق عند 4,100 دولار أميركي، مع هدف سعري رئيسي لاحق يبلغ 6,700 دولار. ويتم احتساب هذا الهدف من خلال إضافة ارتفاع المثلث من نقطة الاختراق.
وفي المجمل، يشهد الإيثيريوم حاليًا زخمًا صعوديًا قويًا مدفوعًا بتدفقات صناديق التداول الفورية ونشاط المشتثمرين الكبار، ما يجعله خيارًا جذابًا للشراء وفقًا لآراء العديد من المحللين، بالرغم من وجود بعض المؤشرات الفنية التي تشير إلى وصوله إلى منطقة ذروة الشراء. ويُعتبر الإيثيريوم على نطاق واسع استثمارًا واعدًا طويل الأجل، بفضل دوره المحوري في مجالات التمويل اللامركزي، والأصول غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وتقنيات الويب 3.0، بالإضافة إلى ترقيات قابلية التوسع المستمرة، وزيادة التبني المؤسسي، فضلًا عن إمكانية تحقيق عائد من خلال آلية تجميد الأصول.