تتعافى عملة البيتكوين والعملات الرقمية البديلة من انخفاض ملحوظ شهده الأسبوع الماضي، والذي كان مدفوعًا بعوامل الاقتصاد الكلي، مع عودة المستثمرين بحذر إلى السوق بعد موجة من التراجع.
وبحسب صفحة أسعار العملات الرقمية على موقع “ذا بلوك”، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 1.22% خلال الـ 24 ساعة الماضية، لتصل إلى 114,738 دولارًا أميركيًا، وذلك بحلول الساعة 10:40 مساءً من يوم الأحد. ويُشار إلى أن البيتكوين، وهي أكبر عملة رقمية في العالم، كانت قد تراجعت من نحو 119,000 دولار أميركي في 31 يوليو إلى أدنى مستوى لها عند 111,800 دولار يوم السبت، ما يعكس تقلبات حادة في السوق.
وفي السياق ذاته، شهدت العملات البديلة الرئيسية تقلبات مشابهة، إلا أنها سجلت مكاسب متفاوتة يوم الأحد؛ فقد ارتفع سعر الإيثيريوم بنسبة 3.12% ليبلغ 3,549 دولارًا، كما صعد الريبل بنسبة 6.32% ليصل إلى 3 دولارات، بينما زاد سعر سولانا بنسبة 1.66% ليبلغ 163.69 دولارًا أميركيًا.
وحول أسباب هذا التراجع، أوضح مين جونغ، محلل الأبحاث في شركة “بريستو”، أن الانخفاض الأخير في السوق جاء نتيجة ميول عامة لتجنب المخاطرة، وذلك عقب صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركي المخيب للآمال لشهر يوليو، والذي أظهر إضافة 73,000 وظيفة فقط، وهو رقم يقل كثيرًا عن التوقعات.
وأشار جونغ أيضًا إلى أن هذه البيانات الضعيفة، إلى جانب التراجعات التي شهدتها سوق الأسهم الأميركية، ربما دفعت المستثمرين إلى جني الأرباح في سوق العملات الرقمية، خاصةً بعد أسابيع متتالية من الصعود.
لكن، ومع هذا الانخفاض، عاد المستثمرون والمؤسسات سريعًا إلى السوق، مستفيدين من فرص الشراء عند انخفاض الأسعار. وقال جيف مي، مدير العمليات في منصة BTSE: “عندما يحدث انخفاض، لا يستمر طويلًا، إذ يتدفق المشترون بسرعة لاقتناص الفرصة… من الواضح أن المستثمرين طويلو الأجل والمؤسسات هم من يقودون هذه التحركات”.
وأشار “مي” إلى أن الموجة الأخيرة من شراء شركات الخزينة للعملات الرقمية، إلى جانب إطلاق مؤسسات التمويل التجاري لخدمات وشراكات جديدة في هذا القطاع، كلها مؤشرات على ارتفاع متوقع في إغلاقات البيتكوين الشهرية خلال الفترة المقبلة.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي، لا تزال المعنويات الصعودية مدعومة بتحركات المؤسسات. وفي هذا السياق، صرّح فينسنت ليو، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة “كرونوس للأبحاث”، بأن المتداولين حالياً “متفائلون بحذر”.
وأضاف ليو: “يميل مؤشر الخوف والجشع نحو الجشع، مما يعكس تحسّنًا في المزاج العام”، مشيرًا إلى أن المتداولين ينجذبون للمخاطرة، مدفوعين بعمليات شراء مكثّفة من الحيتان، إلى جانب الآمال بخفض محتمل لأسعار الفائدة في المستقبل.
وتابع ليو موضحًا أن الأنظار تتجه الآن إلى صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر يوليو، المقرر في 12 أغسطس، والذي يُعد مؤشرًا رئيسيًا للتضخم، من المرجح أن يؤثر على قرار الفائدة المقبل.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يومي 29 و30 يوليو. وأكد رئيس المجلس، جيروم باول، أن خفض الفائدة في سبتمبر ليس مضمونًا، إذ يرتبط القرار ارتباطًا وثيقًا ببيانات الاقتصاد الكلي المقبلة.
ومع ذلك، تُظهر أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME وجود احتمال بنسبة 80.8% لخفض الفائدة بمقدار 0.25% إلى نطاق يتراوح بين 4.00% و4.25% في الاجتماع المرتقب بتاريخ 17 سبتمبر.
وبالإضافة إلى التحركات السوقية الفورية، توقّع ليو من “كرونوس” أن يكون لـ”مشروع العملات الرقمية” الذي أعلنته مؤخرًا هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تأثير إيجابي على الأسواق مستقبلًا.
وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تحديث اللوائح التنظيمية من خلال توضيح تصنيفات الرموز المميزة، ومنح إعفاءات من متطلبات الابتكار للتمويل اللامركزي. ويرى ليو أن هذا الوضوح التنظيمي من شأنه تسريع نمو التمويل اللامركزي، وتقليل الغموض، وتعزيز ثقة السوق في الأشهر القادمة.
